بعد ثورة فبراير 2011 ظهر دور الشباب بشكل كبير في ليبيا، إذ إن نحو 73 في المئة من سكان ليبيا تقع أعمارهم تحت الأربعين عاما. إلا إن الشباب الليبي حرم من دوره الهام في بناء مستقبل ليبيا.
نشاط الشباب في ليبيا أثر بشكل كبير في نمو وازدهار عمل منظمات المجتمع المدني الليبي في شتى المجالات سواء كانت سياسية، إنسانية أو اقتصادية. أرادت مؤسسة فريدريش إيبرت المشاركة في تنمية قدرات الشباب الليبيين الواعدة وذلك عن طريق أحد أهم مشاريع المؤسسة في ليبيا وهو برنامج القادة الشباب، حيث يستهدف هذا المشروع شباب طموح ونشط في المجتمع المدني من الجنسين ومن كافة أنحاء ليبيا ومن جميع الفئات وذلك للتمثيل الأمثل للمجتمع الليبي.
يقوم البرنامج بتثقيف وتمكين المشاركين عن طريق ورش عمل ترتكز على جانبان وهما جانب تثقيفي من المعلومات تفيد القادة مثل القوانين الدولية لحقوق الإنسان، أسس العمل المدني والنقابي، الديمقراطية، حقوق المهاجرين والتغيير المناخي. والجانب الأخر هو صقل مهارات القادة الشباب مثل إدارة مشاريع وحملات المناصرة، طرق البحث العلمي، إعداد القادة، مهارات الحوار والتسيير والمناظرة وتقبل وجهات النظر. وتقام هذه الورش على مدار عام كامل حيث يلتقي المشاركين للتحصيل العلمي وتكوين شبكة علاقات محلية ودولية عن طريق لقاءات مع ممثلي المنظمات الدولية والسفارات.
بدأ هذا المشروع في ليبيا في نسخته الأولى سنة 2018 حيث قام المشاركين في نهاية البرنامج بإعداد حملات مدنية وسياسية في ليبيا مدعومة من قبل المؤسسة، لحث المشاركين على تطبيق ما تعلموه في البرنامج على أرض الواقع.